
سنوات العمر والعمل
المحور: قيادة إدارية
الكاتب: منى جواد سلمان
الموضوع: سنوات العمر، والعمل.. نوفمبر 2011
عندما يولد المولود الجديد يفرح به الأبوان، ويترقبان مراحل تطور حياته، ويحسبان له ومعه كل خطوة وابتسامة، كل هفوة ودلال، فسنوات العمر تمضي بجد ومشقة حتى يحصد الأبوان ثمار جنيهم بشباب متألق، عندها يشعران بالفخر والاعتزاز على الإنجاز. فالعمر يمضى بلا تراجع في أية دقيقة أو ثانية. ولا يمكن بأي حال أن نتصور أن يعود الزمان بابن العشرين إلى سنة، أو ابن الثلاثين إلى الثلاث سنوات، فذلك محال المحال، ذلك أن مظاهر العمر تتشكل في الهيئة الجسدية واللغوية والفكرية والمعرفية والتعقل، باستثناء الحالات الطارئة التي ينسجها خيوط القدر على بعض الأفراد فيسلبهم شكل من إشكال النضوج.
فلا تراجع عند المضي في سنوات العمر كما نفعل بضغطة زر على جهاز الحاسوب، لنتراجع عن عمل أو نمسح ذاكرة إلى (لاشيء).
وفي الحياة..
إذا كانت (سنوات العمر) ذا صبغة ثبات وختم راسخ لا يمكن أن يختفي أو يزول على مر الزمان، فكيف يقاس الثبات على (سنوات العمل)؟!..
أي بعد مرور عشر سنوات من عمل الموظف في جهة العمل واكتساب المعرفة والخبرة والمهارة وإتقان العمل، أو بعد مرور عشرون عاماً، هل يمكن أن يعود الزمان ليصنف الموظف في مجال عملك إلى (مستجد) ؟! أو يختزل سنوات العمل إلى سنة؟!.هل يعقل أن (تُمسح) الذاكرة لخبرات الموظف بعد أن نضجت بالمعارف والمعلومات وبالظروف المحيطة بالعمل؟!
؟!
رغم إن مظاهر (سنوات العمل) لا تقل نضوجاً عن مظاهر (سنوات العمر) التي تتشكل في العديد من الصور منها على سبيل المثال: أداء المهام بالشكل الصحيح في كل مرة، أداء المهام بسرعة فائقة، الحكمة في اتخاذ القرار، التفوق والتفرد في الإنجاز...... إلخ، إلاّ أن تلك المظاهر غير كافية لتحافظ بها على وضع الموظف مهنياَ، وفي أبسط الصور، إذا ما انتقل الموظف إلى إدارة أخرى أو قسم آخر، أو إذا تبدل رئيسه المباشر، في لحظة سريعة سيجد سمعة خبراته وسجل إنجازاته قد رحلت وعاد بها إلى الصفر ليصبح موظفاً مستجداُ في عيون المدير الجديد. ويترتب عليه من جديد أن يبذل الجهود التي بذلها في بداية (سنوات العمل).
وعند التقييم والتقدير فإن هناك مقربون للمدير يعرفهم وعاصر إنجازاتهم هم أولى بالتكريم عن المستجدين على المدير.