مدونتي

الطباخ والمايسترو

المحور: القيادة

الكاتب: منى جواد سلمان

العنوان: الطباخ والمايسترو

May 6 2013

نشرت في كتاب نوادر إدارية 2021، رقم: 100

أراد القائد أن يحفز موظفي قسم التميّز في إحدى الجهات الحكومية، على جهودهم في نشر ثقافة التميزودورهم في تهيئة المؤسسة للمشاركة في منافسات الجوائز المحلية. فدخل القسم يقدِّر ويثْـني ويفتخر بالموظفين وبمواهبهم وقدراتهم المهنية، ثم أضاف: "أنتم تمثلون مطبخ المؤسسة"!

فَرِح أعضاء فريق التميز بالثناء والتشبيه، ورسموا العبارة على أنها وسام فخر على صدورهم حيث أنهم الفريق الذي يعدُّ ويجهز بكفاءة، وفي الحقيقة ثناء وتشبيه ينسجم مع دور القسم وجهوده وما يؤديه من مأسسة العمل.

ثم جاء يوم عرض النتاجات، يوم مميز في حياة المؤسسة، تجلت فيه قيم المحبة وما تحمل من مضامين المسؤولية والالتزام والشفـافية والمشاركة والإبداع والجودة. الكل يسعى لإظهار المؤسسة بما لديه من إنجازات منوعة ودفع عجلة الأداء نحو النجاح وتحقيق الفوز، توحدت الأهداف وطُمِست روح الأنا وبرزت روح الجماعة والتكاتف والتآلف وروح الفريق المتوحد.

حقيقة.. شعور أعظم من فرحة الفوز!

فالكل عمل بجدٍ واجتهادٍ دون مللٍ أو كللٍ، والكل استحق الشكر والتقدير على الجهد المبذول. وبذلك؛ تقدم قائد المؤسسة في نهاية اليوم بشكره للفرق كافة والثني علي جهود اللجان والموظفين على مختلف الأدوار المميزة والكل نال حقه في التكريم والتحفيز، إلا المطبخ!..

المطبخ الذي أعد وجهز لذاك اليوم على مدى أيام وشهور.

في هذا الموقف أدرك فريق التميز أن الطباخ لا يتذوق الطبخة ولا يتلذذ بها لأنها تُعد للآخرين!.. وأن دوره في المطبخ تجهيز أطيب الأطباق وصف أفخم المأكولات دون أن يكون له نصيب فيها.

وهنا قرر فريق التميز استبدال تشبيه القائد له بتشبيه أكثر ملائمة مع دوره البنائي للمؤسسة، وهتف فريق العمل في قسم التميز بصوت موحد: نحن المايسترو، نقود فرق العمل نحو النجاح، فتارة نؤشر لإيقاف اللحن وتارة نؤشر لتبطئته أو تسريعه. موقعنا على خشبة المسرح أمام الجمهور، والتحية تبدأ بنا.. ولنا.

العبرة: تعلمت في هذه المرحلة أن القيادة فن ومهارة، وأنها من أصعب الأعمال. والقائد الذي لا يستطيع احتواء موظفيه أو يحافظ على حقوقهم عليه أن يترجل عن منصبه.