مدونتي

لا تكن كالشمعة

المحور: عطاء بلا حدود

الكاتب: منى جواد سلمان

الموضوع: لا تكن كالشمعة 

لا تكن كالشمعة.. دعوة صادقة أقدمها لكم أحبائي، فهل أنا عاقل؟

المتعارف عليه أن ننصح الناس أن يكونوا شموعاً لإضاءة دروب الآخرين، فالشمعة رمز الإيثاء وتمثيل العطاء.

فنقول الأم كالشــمعة

والمعلـــم كالشــمعة

شخصيات تتصف بالعطاء اللا محدود

وتعيش لأجل الآخرين

فتفني ذاتها لإضاءة دروب الخير

لماذا إذاً لا أنصحكم بان تكونوا شموعاً؟

إنها فلسفة خرجت بها من تجربة الحياة..

نعم الشمعة رمز للعطاء، لكن عطاء محدود بزمن قصير!

تابع هذه الصورة وجمالها:

مــــــــــا أروع المشهد

و تـــــأمل هذه الصورة وتتبع مخلفاتها

انتهت!

كم استغرقت في إضاءتها؟

دقيقة؟.. اثنتان؟.. ثلاث.. عشرة دقائق؟.. وثم!

لا شيء.

إذا تعينك دقائق في اليوم ومن ثم تغادرك إلى ظلام جديد ..

ولن يبق الأثر إلا مخلفات!

وستبحث بدورك من جديد عن مصدر بديل لأضاءه طريقك.

هكذا اذا ..

فان كنت مثل الشمعة ستنطفئ وتموت ويبقى الآخرين ليكونوا أفضل منك توجهاَ، ويسعون للبحث عن مصدر بديل ذو عطاء أكبر واشمل من عطاءك، فلم تكن أنت إلا محطة وميض.

فما البديل؟

كـــــن كالـــــشمس

تسطع بنورها وترسل أشعتها الذهبية لتجديد الروح ورسم الحياة

فإن غادرتك لن تقطع عطاؤها بل تمنحنا وقت للراحة

بينما توزع الهمة في الطرف الآخر من الحياة

فهي عطاء بلا حدود!

و لأنها رسم من إبداع الخالق

نتعلم منها استمرارية العمل وجدية العطاء بلا ملل أوكلل

مـــــــــا أروع صنعك يا الهي

فلنكن كالشمس نورا واستمراراً

ونجسد معنى العطاء بسطوع وإخلاص كما الشمس

و دون تجاهل لذواتنا

فقد وهبنا الخالق روحاً كما وهبها للآخرين

وما التوازن إلا واجب من واجباتنا تجاه النفس

ولنكن كالشمس المشرقة

بشروقها توزع الأرزاق

وعند غروبها ننعم بانسجام الروح وبروعة قدوم المساء

كل شعاع ولادة

وكـــل ولادة أمــــل

وكل أمـــل حياة

والحياة لحظة

فما أروع أن تحياها بسعادة وثبات